عائلة الحاج كفتة عائلة عريقة في منطقتنا، حيث أن الحاج كفتة الكبير كان من أول النازحين من جبال الأورال ,فجاء وسكن منطقتنا منذ قرون بعيدة.ويقال أن أصل الأكلة المعروف بالكفتة راجع إليه فهو أول من أدخلها المنطقة فسميت بإسمه ، أما بالنسبة لمعني كفتة فقد اتفق علماء اللغة في أنه إسم علم لحيوان ولكنهم اختلفوا في أصله وإلي أي حيوان يشير فقال البعض أن أصله آرامي بمعني البغل وقال البعض بأنه سرياني بمعني البقرة، لكني أرجح أن أصله هندي و يعني الحمار. فالحاج كفتة الكبير كان يتميز بضخامة الجسم وقوة العضلات لذلك سُمي بهذا الإسم.
لا تكاد تجد عائلة في منطقتنا وإلا وهي علي علاقة نسب و مصاهرة بعائلة الحاج كفتة، لقد استطاع أن ينشر جيناته في المنطقة بشكل يستحق الإعجاب ، و منطقتنا مدينة له لما نراه اليوم من ضخامة أجسام شعوبها والتي تذكرك بالبغال والحمير والبقر .
وقد أجري مركز الشرق الأوسط للحفريات - وبالمناسبة رئيسه هو أحد أفراد تلك العائلة- بحث في منتهي الأهمية عن أصول العائلة فبعد الإكتشافات الأثرية المهمة في تل كفتة - مسقط رأس العائلة- تم اكتشاف بقايا هياكل عظمية يعتقد أن إحداها هو للحاج كفتة نفسه، وفي هذا البحث تم اثبات أن أصل تسمية كفتة بالبغل أو البقرة أو الحمار ليس راجع إلي أنه ضخم البيان فقط ولكن لأن تركيبته العظمية مشابهة جدا لتلك الحيوانات، ففكية العلوي والسفلي بارزين إلي الأمام بشكل كبير ، وبدراسة النتوءات حول فتحة الأذن في جمجته تشير إلي أن إذنه كانت تحتوي علي عضلات إرادية التي بها كان يستطيع تحركيها وأن طول هذا الأذن كان لا يقل عن عشرة سنتيمترات. وقد أشار البحث إيضا أن العمود الفقري به تشوهات حادة تجعل من المستحيل أن الحاج كفتة كان يمشي منتصبا، بل لابد أن كان يمشي وهو شبه راكع، كما أنه في نهاية العمود الفقري هناك عدة فقرات منفصلة تشير إلي أنه كان هناك ذيل ويدل حجم و طول الفقرات تلك إلي أن طول هذا الذيل كان يتجاوز العشرين سنتيمتراً.
الجُمجمة التي يُعتقد أنها للحاج كفتة الكبير و نلاحظ التشابة الكبير بينها وبين جمجمة الحمار.
أحدث هذا البحث دوياً هائلاً في الأوساط العلمية، فلقد أدي إلي إنقساما حادا بين العلماء التطوريين، فنجد هناك الآن بعد نشر هذا البحث من ذهب منهم إلي القول أن الإنسان أصله حمار، وأن داروين نفسه قد أشار لهذا ولكن تم تجاهل تلك الأطروحة باعتبار أن الناس لن تقبل بأن يكونوا حميراً ، فخففوها وجعلوها قرداً، وآخرون عارضوهم و ظلوا متمسكين بسلفهم القرد و قالوا بأن الحاج كفتة من الممكن أن يكون أحد فروع "هوموسابينس" العديدة حتي أنهم أطلقوا عليه 'كفتاجينسيس", وعلي أية حال فلازال هناك الكثير لمعرفته لحسم تلك المعركة المحتدمة بين العلماء ، ونأمل أنه مع استمرارالتنقيب في تل كفتة أن يتم الحصول علي المزيد من المعلومات التي ستُنهي هذا الجدل عن أصل الإنسان.
لكن ما يهمنا هنا هو حجم تجويف الجمجمة الذي يحوي المخ، وهذا من العجائب فرغم أنها تقريبا نفس حجم جمجمة الإنسان المعاصر، إلا أن سماكتها هي عشرون ضعف، الأمر الذي يعني أن حجم مخ "كفتاجينسيس" هو أصغر بكثير من حجم مخ الإنسان المعاصر، ولك أن تتخيل قوة التحمل الجبارة لعظام تلك الجمجمة لكن هذا طبعا كان له ثمن هو إنخفاض القدرات العقلية لحاملها الأمر الذي يقترب من حد البلاهة.
مقارنة بين حجم مخ الإنسان المعاصر و نظيرة من عائلة كفتة الكبير.
فعائلة كفتة رغم أنها معروفة بضخامة الجسد وقوة البنيان، إلا أنه أيضا معروفة بانتشار حالات العته و الجنون والبلاهة بين أفرادها، لكن الغريبة أنهم في المجتمعات التي يعيشون فيها تجدهم من أغني وأشهر الناس وأكثرهم سلطة و نفوذاً، فتجد منهم الملوك والرؤوساء، الأمراء و الوزراء، تجد إعلاميين وصحفيين، طبّالين و راقصات حتي تجد شيوخ و قساوسة، هذا التناقض الواضح جعل أحد باحثي المعهد الأُسترالي(*) للعلوم الإجتماعية بإجراء دراسة مستفيضة عن هذا الأمر، ولكن واجهته عدة مصاعب من أهمها رفض أفراد العائلة في التعاون معه بزعم أن هذا من شأنه أن يشوه صورتهم لدي الناس ، و في هذه الدراسة بيّن أسباب تفوقهم رغم تخلفهم العقلي، وسأذكر أهمها سريعا :
1-التعاون والتكافل : إن أهم ميزة تتمتع بها هذة العائلة هي حالة التعاون فيما بينهم التي قلما نجد لها مثيلا، فلو وجدوا مثلا رئيس دولة من عائلة كفته متعثراً، أو أن شعبه بدأ يتململ من حكمه، نجد أن المليارات بدأت تنهال عليه من كل جانب فهذا ملك من العائلة يتبرع له 10 مليارات ريال، وآخر أمير يرسل شحنات البترول و الغاز، هذا غير الصحفيين الذين تُسن أقلامهم ليهاجموا من يتجرأ علي غمزه أو لمزه، وهذا المُفتي يعلن أن الخروج عليه كفر وإلحاد، و قساوسة يهددون رعيتهم بالحرمان الكنسي كل من تسول له نفسه الطعن في إلوهية الحاكم.
2-التلون والتكيف: قدرة تلك العائلة علي التكيف والتلون حسب محيطها حيرت علماء الإنسان و الحيوان علي حد سواء، فأفراد العائلة قد استطاعوا النجاح سواء كان الحكم إسلامياً أو علمانيا مُلحداً ، ملكياً أو ديمقراطياً متحرراً ، كان إشتراكياً أو رأسمالياً متوحشاً، كانت هناك ثورة أم كان هناك إنقلابا عسكرياً متخلفاً. الأمر الذي دعي الناس ليُطلقوا عليهم "رجال لكل العصور".قدرتهم علي النفاق والكذب جعلهم يصعدون إلي أعلي درجات السلم الإجتماعي , و قدرتهم العجائبية علي الغش و السرقة جعلهم يحصدون المال حصداً , ولا ننسي أنهم يرحبون دائماً بكل مستعمر و محتل , مما ساعدهم علي البقاء رغم محاولة شعوبهم الخجولة اليائسة للتخلص منهم.
3- العداء والوحشية : ونتيجة لخلل جيني نجد عندهم بلادة لمن هم خارج العائلة , فتجدهم لا يتورعون عن إيذاء جيرانهم و أصدقائهم , وإذا حكموا تجد الدول التي يحكموها عبار عن "مسلخ" لكل من يعارض , ناهيك عن تفننهم في وسائل التعذيب و إجبار حتي الطفل الذي لم يرتكب أي جرم في حياته أن يعترف بأنه أصل الشر في العالم , وهو السبب في التسريب الذي حدث في مفاعل فوكوشيما , وهو من حرض إعصار كاترينا وهو صديق مقرب لإبليس حتي أنه -أي إبليس- لا يفعل شئ بدون أن يستشيره.هذا جعل كل الناس تخافهم و تُفضل أن تعيش في ذُل بدل أن يجيئ اليوم ويجد نفسه "متعلق" علي "العروسة" , أو أن يضعوا خابورًا في فمه (**), أو أن يصعق بالكهرباء في أماكن حساسة . حتي أصبح الناس لا يفكرون إلا في "أكل العيش" , وأصبح شعارهم في الحياة "وإحنا مالنا" , ويرددون لكل مُحرض بقولهم "هو إنت اللي هتغيّر الكون" , ثم حينما يُدركون أن الأمر أصبح خطير وأن الحاكم المحبوب من الممكن أن يطير يقولون "اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش".
4-أخيرمن أهم الأسباب التي كشفت عنها الدراسة هو الكشف عن غدة في عظام العصعص -والتي كانت يوما بداية الذيل للحاج كفتة- تقوم هذه الغدة بإفراز رائحة من شأنها تدمير خلايا مخ من يتعرض لها، , وقد وجدت الدراسة أن تلك الرائحة من الممكن أن تنتشر لآلاف الكيلومترات حسب الحالة الجوية ، وهذا السبب في إنتشار أقاويل كثيرة عن الكاريزما التي تتمتع بها هذة العائلة، فغالبا من يرون في الزعيم الفلاني أو الشيخ أو السياسي أو الراقصة الفلانية انه شخصية لها كاريزما , فهذا نتيجة لتعرضه لتلك الرائحة لفترات طويلة الأمر الذي تسبب له في تلف حاد لخلايا مخه.هذا بالإضافة إلي أنها تسبب ألزهايمر المبكر , الأمر الذي يُمكن عائلة كفتة من تكرار نفس "الإسطوانات" آلاف المرات لشعوبها , ورغم ذلك تعتقد تلك الشعوب أن هذه أول مرة تسمعها , لذلك يقولون عن تلك الشعوب أنها تمتلك ذاكرة السمكة , و لا يعرفون أن السبب هو تلك الرائحة
الكلام عن تلك العائلة يطول , ولكن لعلك تكون قد كوّنت فكرة عن أصلها ومميزات أفرادها , وبما أن عائلة كفتة الكبير تسيطر علي المنطقة من شرقها إلي غربها , وأنه يبدو أننا سنظل -لفترة طويلة - تحت حكم تلك العائلة , فجهّز نفسك لتستطيع تحمل العيش بدون أن تصاب بالبلاهة أو بأمراض القلب و المرارة , فإذا أردت النجاة من براثنهم فإعرف أصلهم, فستُصبح حياتك أسهل و أيسر حينما تُدرك أنك تتعامل مع حمير و بغال و بقر, ولا تُتعب نفسك في نقاشات و جدل , فإذا كان الحمار من الممكن أن يتعلم فإعلم أن أفراد عائلة كفتة من المستحيل أن تتطور , فإن كان ولابد أن تناقش فلتناقش حمار أفضل و أحسن فهو وإن لم يفهم ما تقول , فعلي الأقل لن يعترض , أم هؤلاء فهم حمير لا يفهمون ومع ذلك يعترضون . وأخير لمن يريدون -بعد كل هذا - أن يكونوا جزءً من تلك العائلة : ثِقوا تمامًا أنكم تحملون كل "المؤهلات" التي تجعلكم منهم , فقط تحسسوا ذُيولكم.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*)هذه الدراسة تمت بالتعاون مع الجمعية العامة لتربية الحميرالأسترالية.
(**)الفم -كما هو معروف- هو بداية الجهاز الهضمي ,ولدقة هؤلاء الناس فهم لا يتركون فتحة في جسم الإنسان إلا و إستغلوها . و هناك خابور خاص لنهاية الجهاز الهضمي.