الأربعاء، 15 مارس 2017

الجيش المصري و شعبه 13

الجيش المصري و شعبه 13
-البداية
(10)

 " هَلُمَ نَسْجُدُ ونَرْكَعُ ونَجْثُو أَمَامَ حَاكِمُنَا الأَعْلَى، لأَنّهُ هُو إِلَهُنُا ونَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاه وغَنَمَ يَدِه. اليَومَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوتَهُ فَلاَ تَيأَسُونَ أَبَداً فَقْدْ حَنّ عَلَيكُمْ بَعْدَ أَنْ كَانَ يَقُول: "هُمْ شَعْبٌ ضَالٌ عَبِيطٌ، لَمْ يَعْرِفُوني حَقَ المَعْرِفَة ولَمْ يُقَدُروا حِكْمَتي وعَبْقَريِتي فَأقْسَمْتُ أَلاَ يَرونَ الخَيَرَ أَبَداً" رَنِّمُوا لَهُ تَرنيِمَةٌ جَدِيدَةٌ، رَنمِي لإِلَهَنا يَا كُلَ الأَرضِ، بَشْرِوا مِنْ يَومٍ إِلَى يَومٍ بِبَشَرَةِ خَيْر. حَدَثُوا جَمِيعَ الشُّعُوبِ بِعَبْطِهِ وَجُنُونُهِ فَيَخَافُهُ كُلُّ حُكَّامِ الْأرْضِ. اِهْتِفُوا ورنمّوا وَغَنَّوْا، رَنَّمُوا بِالطَّبْلِ وَالزَّمِرِ وَلَتَتَعَرَّيْ وَتَرْقُصُ مَعَكُمْ النِّساء وَالْبَنات ويُحَشْشّ الرجَّالَ وَالصِّبْيَانَ، وَتَهْتِفُوا كُلْكُمْ فِي صَوْتِ وَاحِدٍ كَيْ تَسْمَعَكُمْ كُلُّ الْمَسْكُونَة وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا عَلَى أَنْغَامِ تَرْنِيمَةِ تِسْلم الْأَيَادِي؛ فَقَدْ حَانَ وَقْتُ خَلاصُنَا وَسَتُصْبِح مِصْرَ هِي كُل الدُّنْيا فَلَا نَحْتَاجَ لِأَحدٍ بَعْدَ ذَلِك."
الإصحاح الثالث عشر من سفر الشئون المعنوية


لماذا يرفض الكثيرون اتباع الحق؟ هذا السؤال يفترض أنّ قائله يتبع أو يعرف ما هو الحق، كما يفترض أيضاً أنّ الناس تعرف هذا الحق ولكنها ترفض اتباعه. فإن كان الافتراض الأول من الممكن أن يكون صحيحاً إلا أنّ الافتراض الثاني خاطئ تماماً. فهؤلاء "الكثيرون" لا يعنيهم "الحق" أصلاً ولا يبحثون عنه ولا يريدون معرفته بل هم ألفوا ما لديهم مما يعتقدونه "حقاً" ومستعدين "للتضحية" من أجله بإخلاص وتفان. ولن يُثنيهم عن "حقهم" إلا أن يُقهروا على الأيمان بغيره، فالناس لو تُركوا وما يعتقدون لكُنا رأينا الآن مُعظمهم، وهم فعلاً يفعلون بشكل أو بآخر، يحمل "إلهه" في جيبه ليجلب له الحظ والسعادة ويحميه من أعدائه وحُساده. ليس كل الناس لديها الرغبة أو القدرة على أن تبحث وتقارن بموضوعية وانصاف لكي تصل إلى الحقيقة فكل جماعة "مُقتنعة" أنها علي الحق فلماذا تبحث عنه إذا؟!

إنّ ظهور الباطل والتخاريف والخُزعبلات علي الحق والواقع والعلم ليس ناتج عن غياب الأدلة والبراهين التي تؤيدهم وتدعوا لهم، ولكن سببها الرئيسي هو إلف الإنسان، من ناحية، لما يعتقده أياً كان مهما كان عبيطا غبياً؛ وغروره وببغاويته من ناحية آخري. فإلفه وتعوده على خرافات معينه يجعله يُقاوم أي محاولة لهدم أو التشكيك أو حتى الدعوة لمناقشة ما هو عليه. وغروره وببغاويته يجعله حين انكشاف وتعرية خُرافاته إلى التعامي عن تلك الأدلة والبراهين والتحول إلى ببغاء يُكرر ما حفظه بدون عقل أو فهم.

مثال بسيط على هذا، طبيب مجري يُدعي (اجناتس سيملفايس) في العام 1844م (1) عني بمشكلة "حُمي النفاس" التي كانت تحدث للنساء بعد الولادة والتي كانت في كثير من الحالات تُسبب الوفاة. ولم يكن يُعرف وقتها سببها، فكان في فيينا- حيث يعمل- عيادتين متماثلتين من حيث التجهيزات والنظافة للنساء الفقراء والمحتاجين، واحدة يقوم عليها الأطباء ويتدرب فيها طلبة الطب، والآخري يقوم عليها "القابلات" بالعناية والتوليد. كانت الملاحظة الأولي له أنّ هناك فارق كبير بين المصابين بحمى النفاس وحالات الوفاة الناتجة عنها بين العيادتين، فبينما العيادة الأولي التي من المفترض أن تكون أفضل نجد ارتفاع كبير في حالات الوفاة الناتج عن حمي ما بعد الولادة عن حتى اللائي يلدن خارج العيادة في البيوت حيث التجهيزات والنظافة متدنية بينما الأخرى التي يقوم بها القابلات حالات الوفاة فيها أقل بكثير.


هنا من الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى "الأطباء" فيبدو أنهم ينقلون الإصابة بشكل ما، وقد لاحظ أنّ هذا بسبب أن هؤلاء الأطباء حين يقومون بتشريح الجُثث ولا يعقمون أيديهم بعدها، ثم بعد هذا يذهبون فيقومون بعملية التوليد تنتقل عبر أياديهم -أو الأدوات التي يستخدمونها- البكتريا التي تُسبب الحمي، فقام (اجناتس) ببحثه والذي قدم فيه بالأرقام والدلائل السبب الرئيسي لحمي النفاس في تلك العيادة وأنّ الحل بسيط هو أن يغسل "الدكاترة المحترمون" أياديهم قبل إجراء عملية التوليد بمحلول مُطهر. وبالفعل انخفضت مُعدلات الوفاة بعد تطبيق ما أشار به لتصبح مُقاربة لمعدلات الوفاة في العيادة الثانية.

وعرض (اجناتس) بحثه هذا في كتابه "مفهوم وسبب والوقاية من حمي النفاس"(2). ولو أنّ (اجناتس) لم يكن أول من أدرك أهمية التعقيم في منع مضاعفات العمليات التي تحتاج لتدخل جراحي إلا أنه وقتها كانت مازالت فكرة "الأخلاط الأربعة" منتشرة بين الأطباء وهي فكرة قديمة تقول على أن في الجسم أربعة عناصر رئيسية وهي الدم والبلغم والصفراء والسوداء وأن أي اختلال بين نسبها هو الذي يؤدي للمرض. ولم تكن "نظرية" البكتريا أو الجُسيمات الصغيرة المسببة للمرض تحظي بقبول "شعبي". ورغم أن الأرقام لا تكذب –بافتراض صحتها- إلا أن (اجناتس) لاقي مقاومة شديدة في الاعتراف بجهده والتسليم بنظريته –التي أثبتتها التجربة العملية- كان هذا بسبب إلف "الأطباء" لما هو شائع وعدم استعدادهم للتخلي عنما ألفوه وتدربوا عليه وتعلموه وكان أيضا في جانب منه لغرورهم بأن يقبلوا الاعتراف بجهلهم وبأنه كيف نكون نحن "سبب للمرض" ونحن أطباء محترمون وكيف يُطالبنا بأن "نغسل أيدينا" ونحن "انضف من النضافة".

نحن نتكلم عن وسط "علمي" المفترض في أصحابه أن يخضعوا للحقائق والأرقام طالما أيدتها التجارب العملية وأظهرت فائدتها، ولن يتطلب الأمر شيء أكثر من مُجرد "غسل الأيدي" وستُنقذ أرواح المئات ممن ستقتلهم بجهلك واهمالك، ورغم ذلك نجد أنه –دائما- مع كل جديد تجدهم يعارضونه بشدة ليس من مُنطلق "علمي" بل فقط لأنهم غير متصورين أنهم كانوا طوال تلك الفترة "جهلة" به. فما بالك حينما تتكلم عن مفاهيم ومصطلحات هي غريبة عمن يسمعها، وفي وسط لا يعرف ابسط قواعد الفهم والاستدلال هل تتوقع منهم أن يتفقوا معك فيما تقول؟! بالتأكيد لا! بل العكس تماما.

قُلنا المرة السابقة أننا إذ لم نتفق على ما هو الحق ستكون النتيجة الحتمية أن يُصبح الكُل باطل فمن غير الممكن أن نكون كُلنا علي حق، مع هذا من الممكن أن نكون كُلنا مخطئين، لكن الاحتمال الأقرب أن هناك من هو أقرب للحق من غيره. لكن كيف نتعرف عليه؟ أولا يجب أن تملك العقل الذي به ستبحث وتُقارن فنحن لا نُخاطب الببغاوات والمعاتيه والمجانين فلا جدوى من مُخاطبتهم، فبالإضافة إلى أنهم لن يفهموك، غالبا ما سيسبونك ويتهمونك أنت نفسك بالعته والجنون. إذا الخطاب موجه لذوي العقول -وهم قلة- والتي تبحث عن الحقيقة ومُستعدة للرضوخ لها أي كان ما سيستلزمه هذا.

أحد معاتيه توتير –وما أكثرهم- ببغاء بشري "يُغرد" فتجد بقية الببغاوات تُردد ورائه.

والصورة السابقة مثال عملي على انتشار حالات العته والببغاوية، مثل تلك الكائنات غير مُخاطبة أو غير معنية أو غير قادرة على رؤية الحق أصلاً. هؤلاء هم "السواد" الذي من الممكن أن يكون ذا فائدة حينما تُريد أن تُظهر حجم "التأييد" لتلك الجماعة أو هذه الدولة أما غير هذا فهم بلا فائدة تُذكر. فلو كنت من مؤيدي تركيا أو من مُبغضي إيران أو من "مهاويس" الإخوان هل يا تري ستصدقها وستُعيد تغريدها أم ستحاول أن تتحقق أولا من صحة الصورة؟ ثم إذا ثبت صحتها تتأكد من إذا كانت هُناك فعلاً "سرقة" أم لا؟ الإجابة –بلا أدني شك- أنك ستعيد التغريدة مباشرة فور أن تراها فهي تُغذي عندك ما تعتقده، فإن كنت من عشاق خليفة الله في أرضه؛ البطل الهُمام قاهر الصليب ومُدمر الفرس والإغريق محيي الملة ومبيد العتاة والكفرة أردوغان ستشعر بكم المؤامرة عليه وعلى ما يفعله لصالح سوريا والعرب وأن هناك من يسرقون مجهوداته ثم ينسبونها إلى أنفسهم. أما إذا كنت من مُبغضي إيران وحزب الله فتكفي الصورة لتُثبت للعالم كله حقارتهم وخستهم وخداعهم وانهم لا يتورعون حتى بالمتاجرة بآلام الناس لكي يظهروا بأنهم أهل الفضل والإحسان.

ليس معني أن هناك "معلومة" أو "خبر" أو "رأي" في صالحك أن تنقله هكذا بلا تثبت ولا تحقيق فهذا غالبا سوف يؤدي بك في النهاية أن تُصبح ببغاء مؤيد أو مُناصر تقول ما يقوله من يُشبهونك "الببغاوات" المناصرة والمؤيدة الآخري. وعند هذا لن تكون هناك فائدة من "بحثك" عن الحق، أو الادعاء بأنك مع الحق حيث "دار". الصورة السابقة أولا ليست من سوريا ولا لبنان، بل مأخوذة من مُساعدات أرسلت لغزة في العام 2014 م، فعلي موقع فلسطين اليوم ادخل هنا، ستجد هناك صور للمساعدات التي وصلت غزة؛ فيبدو أن هذا مستودع توضع في المساعدات لحين افراغها والبدء في توزيعها، فتجد مساعدات من السعودية وإيران بل وستجد "كرتونة" فوق المساعدات التركية مكتوب عليها شركة اتيكوفارما للأدوية المصرية فهل سرقت تُركيا مساعدات مصر؟ كما أن "الكراتين" التي يُلصق عليها شعار الهلال الأحمر الإيراني كما ستري في الصور مكتوب عليها "بالإيراني" وليس بالتركي. ببحث بسيط لم يأخذ غير ثوان تبين أنه أولا أنّ الصورة لا علاقة لها لا بسوريا ولا لبنان وأن الصورة قديمة منذ أكثر من ثلاث سنوات وأن الموضوع ليس به سرقة ولا نيلة. وأيضا ستري أنه تم استخدام نفس الصورة منذ أكثر من سنة علي يد "إخوان سوريا" بنفس العنوان بلا أي تغيير.

 
الإخوان المسلمين دائماً عنوان التفاهة والسطحية والغباء.

تصور أنه في عصرنا هذا يتم فبركة مفضوحة مثل تلك وتجدها منتشرة بلا أدني مشكلة ويرددها البعض باعتبارها "حقائق" لا تقبل جدل أو نقاش. لا أقول إن الأمر دائماً بمثل تلك البساطة وأنك تستطيع كشف وتمييز ما هو صحيح مما هو مُفبرك وخاطئ، لكن برؤيتك لمثال بسيط كهذا لك ان تتخيل كم الأكاذيب التي يتم ترديدها بلا أدني خوف أو خجل فقط لأنه يتم ترديدها في داخل دائرة "المُناصرين أو المؤيدين" فطالما أنها في صالحك فلا بأس إن كانت أكاذيب؛ بل كلما كانت الأكذوبة أكبر كلما كانت دائرة انتشارها أوسع. وإن وجد من ينقضها أو يُشكك في صحتها ستجد الكُل –داخل تلك الدائرة- مُستعد للرد والسب والشتم والاتهام، آلية قديمة-لكنها فعّالة- للدفاع عنما تُناصره وتؤيده.

لدينا في مصر عدة قوي تتصارع مع من يُحكم بالفعل، وهو الجيش والقوي الداعمه له، من أجل أن تُطبق ما تراه "حقاً"، فهناك الإخوان المسلمين وقد استطاعوا أن "يتسلقوا" ليصلوا لأعلي هرم السُلطة في مصر لكن سُرعان ما ألقوا من فوقه بنفس السرعة التي صعدوا بها، وهناك "تيار سلفي" وإن كان لا يسعي للسُلطة إلا أنه يتم تحريكه بشكل يجعله يبدو "كقوة مُستقلة" تستطيع ترجيح كفة من يُحركها بدون أن يتهمه أحد بأنه يُدخل "الدين في السياسة". ثم هناك ما يُسمي "بالقوي المدنية" وهي أضعف القوي وأعبطها فهي من ناحية تُسلم للسُلطة "بشرعيتها" وفي نفس الوقت تسعي جاهدة لتشكيك في تلك الشرعية. ثم هناك قوة جديدة وهي "ولاية سيناء" التابعة للدولة الإسلامية والتي أعلنتها صراحة أنها تسعي لهدم النظام بُرمته بجيشه وإعلامه وقضائه وكل من يؤيده أو يدعمه. وأخيراً هناك قوي صغيرة لا وزن لها ولا تأثير سواء كانت تحمل راية إسلامية أو علمانية فلا شأن لنا بها هؤلاء ما هم إلا "كومبارس" لا يظهرون في المشهد إلا بصورة عابرة، وفي بعض الأحيان من الممكن أن "ينطقوا" كلمتين أو يُطلقوا بيان وليس أكثر من هذا. ولا نُناقش هنا إذا ما كانت تلك الجماعة مُسلمة أو مُلحدة، نحن نناقش المنهج الذي تتبعه تلك الجماعة أو هذا الحزب لهدم السُلطة القائمة وبناء دولة تقوم على ما تؤمن به. لذلك فحكمنا يجب أن يُبني على أي تلك الجماعات هو صاحب المنهج والطريقة الصحيحة بغض النظر عن أنك قد تختلف معها ومع تصورها لشكل "الدولة" التي تعتزم بنائها، لكن (...................) هذا سيكون –كالعادة- المرة القادمة ولنري الآن جزء من رواية المعلم.

توقفنا المرة السابقة عندما قطع الإنجليز خط امدادات الجيش الفرنسي بتحطيمه السفن الفرنسية الرابضة في ميناء الإسكندرية وأصبحوا في موقف لا يحسدون عليه. ويبدأ المعلم نقولا يُخبرنا بالاحتفالات التي اجراها نابليون فيقول إنه في عيد فيضان النيل أمر «بإخراج العساكر من المدينة الى خارج البلد، وان يصطفوا صفوفاً في مراتبها. واحضر لديه اعيان المدينة وعلماءها والحكام والتجار من النصارى والاسلام. وركب من منزله الكاين على البركة الیزبكیة، وركبوا جميعهم معه، وخرجت اهالي مدينة القاهرة من ساير الملل، وكان موكبا عظيماً ومحفلاً يذكر جيلاً فجيلاً، وفرق مالاً غزيراً. وضُربت في ذلك النهار مدافع كثيرة من ساير الاماكن ومن القلعة الكبيرة. وصنعت الفرنساوية في تلك الليلة حراقات عظيمة لم تكن صارت في المدن القديمة. وكان الامان شاملاً لكل الناس. وتخرج النساء والرجال من دون باس.»

 وفعل نفس الشيء في احتفال المولد النبوي حيث اقام وليمة عظيمة في بيت الشيخ خليل البكري «لان هذا المولد مختص بالسادات البكرية» وقلد نابليون في هذا الاحتفال البكري منصب رئيس نقابة الأشراف لأن النقيب السابق عمر مكرم كان قد «هرب مع الغُز إلى الشام» هذا الشيخ الوفي كان يعشق الفرنسيون ومن أجل ذلك «بغضته الاسلام المصرية». البكري كان له "معزّة" خاصة عند نابليون حتى إنه في إحدى رسائله للكوميسارية (بوسيليج) الذي كان نابوليون ولاه "وزارة المالية" فقلده «معطاة الأقلام الميرية وضبط مداخيل الاقاليم المصرية، واقامه فی بيت الشيخ البكري الکاین في بركة اليزبکية، وکان المصريون يدعونه الوزير اي وزير المشيخة الفرنساوية. (...) ولفظة كوميسارية هم الذين لا يتعلقون بأمور الحرب بل في مُعاطاة الكتابة والحسابات والصنايع وما ماثل ذلك.» يقول لبوسيليج بعد وصوله يافا في 9 يناير 1799م (3) «ستجد مرفق مع هذه الرسالة بيان قد كتبته لسكاني تلك الولايات. فلتطبعها وانشرها بكل وسيلة ممكنة ولتبعث بـ 200 نُسخة منها لدمياط والإسكندرية لكي تنتشر في الشام وفي القسطنطينية وبين البربر. سأبعث للقاهرة برئيس الشيوخ(الأشراف)والذي أعطيت منصبه للشيخ البكري. لتطمئنه (البكري) ألا يقلق ابداً فأنا أعرف كيف اضع حداً فاصلاً بين أصدقائي القُدامي والجُدد.»  ثم بعدها بشهور في 3 يوليو 1799م يبعث نابليون للبكري رسالة (3) يُحقق له فيه أحد "طلباته" ليثبت له "معزته وحبه" «إلي الشيخ البكري نقيب الأشراف وصديقنا. أكتب إليك هذه الرسالة لأحقق لك طلبك الذي طلبته مني لزوجتك بخصوص العشرة قراريط بالقرية، فقط لأثبت لك ما أكنه لك من تقدير ورغبتي في أن آري كل أمنياتك وما يُسعدك يتم تحقيقه.»

واحتفل الفرنسيون أيضا بعيد قيام الجمهورية فصنعوا «عاموداً طويلاً مُرصعاً وغرسوه في البركة اليزبكية، وصوروا عليه صورة لسلطانهم وصورة زوجته اللذين قتلوهما في مدينة باريز. ثم جعلوا من العامود الى البر اخشاب مثلثة الالوان، وصوّروا عليها صورة الموقعات التي حدثت في بر امبابة وفتوح القاهرة، وصورة الاشخاص المحاربين من الفريقين، وصورة ايوب بيك المقتول في هذه المعركة، ومن مات من الغز وانهزامهم وکلما تم في هذه المعركة. وكانوا يقولون إن هذه شجرة الحُرية.» لكن المصريين "بعبقريتهم" المعهودة وحسهم الفكاهي المعروف لم يروا في "شجرة الحُرية" تلك إلا أنها «اشارة الخازوق الذي ادخلوه فينا واستیلايهم على مملكتنا» (4) واستمر هذا "الخازوق" "مُنتصباً" «نحو عشرة أشهر» ولكن حين إتمام "الخوزقة" ورفعه «استبشرت اهل مصر وابتهجت» ولا تعرف السر في هذا الاستبشار والابتهاج هل هو نتيجة "للاستمتاع" بالخوزقة السابقة أم هو "التوقع" بأن الخازوق الجديد سيكون "أمتع"؟!

 
حين كانت تجلس مصر على "الخازوق" ويقف الجميع استعداد للجلوس مكانها.

ويروي لنا نقولا أنه في طريق رجوع صالح بيك أمير الحج، وهو المكلف بتأمين قافلة الحجاج التي تخرج من مصر من أي اعتداء، علم بسيطرة الفرنسيون على مصر فبكي وناح على ذهاب المال وسبي العيال «وخاف من رجوعه إلى تلك الديار. وصار حایراً من تلك المصايب وفرقة الحبايب. وقطع رجاه والامل ولم يعرف كيف العمل. واخذ بالمشورة مع اصحابه وخلانه. فثبت رأيه ان يتوجه الى القدس الشريف صحبته المحمل المنيف. ولم يزل سايراً بعزم ضعيف الى ان وصل الى القدس الشريف. فحينما شاهدوه أهالي المدينة بدوا يشتمون ويقولون: لعنكم الله يا ملاعين، ويا أظلم الظالمين، سلمتم مدينة الاسلام الى الفرنساوية اللئام، وهربتم مسن وجه الكفار، وابتديتم تخربوا هذه الديار» فلم تمر بضعة أيام حتى مات صالح بيك قهراً وكمداً. ويعلق نقولا علي هذا بقوله إن المماليك لم يكونوا يستحقون هذا وهؤلاء الذين يشتموهم ويعيروهم «كانوا يظنون ان الغُز هربت من تلك البلدان من دون حرب ولا طعان، ولم يدروا ما جري عليهم من اولیك الشجعان»

ثم يعود فيخبرنا عن واقعة اعدام محمد كُرّيم الذي كان نابليون ولاه على الإسكندرية.  فبعد أن "وقعت" في يد نابليون رسائل لكُرّيم يحث فيه مراد بيك للقدوم للإسكندرية لمحاربة الفرنسيين فيأمر نابليون بالقبض عليه واحضاره للقاهرة «وحين حضر السيد محمد كريم قُدام أمير الجيوش سأله عن تلك الكتابات فانكر ذلك، فاخرج له ايّاهم وحين نظر كتاباته صار مذهولا ولم يعلم ماذا يقول (...) واحضر السيد محمد كريم وقال له: "هذا خطك"، قال: " نعم."» ولما حاول الشيوخ والأعيان التوسط له أجابهم "الحاج" نابليون بأنه «عرض أمره على الشريعة وحكمت عليه بالموت. ودفعوا عنه خمسين كيس فلم يقبل ذلك، وقال لهم: " أن شريعتنا لا تقبل الرشوة، ولا يقدر أحد أن ينقذه من الموت، حتى ولا أمير الجيوش. لان الشريعة أذا حكمت على أحد بالموت فلا بد له من ذلك. وأمر بأن يمضوا بالسيد محمد كريم إلي ساحة الرملة ويطلقوا عليه الرصاص. وكان السيد محمد كريم وهو ساير يُنادي: "يا امة محمد اليوم بي وغدا بكم." وحين قُتل كان حزن عظيم عند المصريين، ومن ذل الوقت تنافرت قلوبهم بالزيادة.»  وفي رواية الجبرتي كما رأينا أن محمد كُريّم استنجد بالمسلمين وقال: «اشتروني يا مسلمين» لكن لم يتحرك أحد «فهُم ليس بيدهم ما يفتدونه به، وكل إنسان مشغول بنفسه ومتوقع لشيء يصيبه» مما يعني أنّ نابليون كان مستعد لإطلاق سراح كُريّم في حال دفعة الفدية، والأمر ليس له علاقة "بالشريعة" ولا غيرها. ففي رسائل نابليون نُلاحظ تكرار ذكر محمد كُريّم، ورغم أنه صدر الأمر التالي من نابليون في 30 يوليو 1798م
«بما لدي القائد العام بونابرت من أدلة تُثبت خيانة السيد محمد كُريّم والذي أغدق عليه بنعمه، لذا يأمر:
مادة 1: يدفع السيد محمد كُريّم غرامة قدرها 300000 فرنك.
2: في حالة عجزه عن الدفع بعد خمسة أيام من نشر هذا الأمر تُقطع رأسه

 إلا أنه لن يتم إعدامه إلا في شهر سبتمبر. ويبدو أنّ الفرنسيين وصلتهم "معلومات" تُشير إلى أن كُريّم يُخفي أموال و "ذهب وياقوت ومرجان" وبعد اكتشاف "خيانته" والقبض عليه، أرسل للجنرال كليبر-كان وقتها الحاكم العسكري للإسكندرية- بأن يُشكل الديوان والمؤسسات التي تُدير الأمور داخل الإسكندرية من «الرجال الذي تعتقد فيهم أنهم أكثر ولاءً للفرنسيين والأكثر عداء للمماليك. أنا لست فقط موافق على القبض علي كُريّم بل ستجد مع الرسالة المرفقة أمر بالقبض على شخصيات آخري.» حيث أن شخصيات مثل كُريم قد تُفسد ما جاؤوا من أجله، فيقول نابليون أن أكثر ما كان يخشوه حين دخولهم القاهرة هو أن يسبقهم الهلع والرعب فتتكرر مشاهد الحرق والعنف كما حدث في الإسكندرية من السكان الخائفين من المجهول (5) وأنهم لم يأتوا بنفس عقلية "الحملات الصليبية" «كل الناس هُنا اعتقدت أننا قادمون بنفس عقلية القديس لويس (6) وهي نفس العقلية التي يحملونها هم أنفسهم حينما يدخلون بلاد المسيحيين. لكن اليوم الأمر مُختلف تماماً. لم يعد ما سنفعله بالإسكندرية هو الذي سيُحدد سمعتنا، لكن ما سنفعله بالقاهرة هو الذي سيُحددها.» ثم نقرأ رسالة آخري موجهة لكليبر في 1 أغسطس 1798م يقول نابليون فيها «من أعطوني أدلة خيانة كُريّم قد أكدوا لي أن أمواله موجودة في جُب، وأنّ لديه سجل مكتوب فيه كل تفاصيل أعماله وحساباته، وأنّ العديد من خدمه يعرفون عنه كل شيء.» ثم يُخبر كليبر بأنه أمر الأدميرال بروي-قائد البحرية الفرنسية- بالقبض علي خدم وعبيد كُريّم وأن يُرسلهم له لكي "يُحقق" معهم "براحته" «حقق مع خدمه كُلا على حدة بأشد أنواع الترهيب والتهديد.» وأمر أيضا بمصادرة كل ما ببيت كُريّم. أما إذا دفع 300000 فرنك الذي قررهم عليه « فسنحتفظ به كسجين علي احدي السفن وبطريقة لا يستطيع أن يفر منها مع الإستعداد لنقله لفرنسا في فرصة مناسبة.» اما إذا لم يدفع خلال ثمانية أيام فسوف يتم إعدامه رميا بالرصاص.

كل تلك المحاولات لم تنجح في جعل كُريّم وعبيده يقرون علي مكان "الكنز" أو حتي يدفعوا "الغرامة" فبعد أن استقبل كليبر في 16 أغسطس 1798م رسالة نابليون -والتي يبدو أنه بعد معركة أبي قير التي دمر فيها الأسطول الفرنسي فد حدث "قطع للأتصالات" تام بين القاهرة والإسكندرية- يقول «أخيراً أيها المواطن جنرال استقبلت أحد رسائلك المؤرخة بالقاهرة في يوم مشؤوم للبحرية الفرنسية. وأول ما استقبلت الرسالة ألقيت القبض علي أبوي و خدم وعبيد كُريّم وقامت اللجنة بفرض الحراسة علي أمواله و مُمتلكاته. لكن يبدو أنهم علموا بالأمر لأن البيت وجد خالي تماماً. الأمر الذي دعاني لإصدار بيان أهدد فيه كل مَنْ يُخفي أي  من مُتعلقات الخاصة بكُريّم، من أي نوع، باعتباره خائناً للجمهورية الفرنسية ومعاقبته بهذا التوصيف. بعد أن نزل الأدميرال بروي علي رأي ضباطه بانزال محمد كريم  من علي ظهر سفينة "الأورينت". ها هو كُريّم بنفسه في طريقه اليك للقاهرة، لكنه سيصل تحت حراسة مُشددة. ولو كان بقي 24 ساعة آخري علي سطح "الأورينت" لكان لاقي نفس مصيرها. لقد ألقيت القبض علي اليهودي فالنتين كاتب وكاتم سر كُريّم الأكثر قُرباً منه. من المحتمل أنه هو مَنْ سيُعلمنا عن سر مكان الجُب و السجل.» كان الإعتماد علي هذا "الكنز" لتلبية الإحتياجات العاجلة للجيش حُلم سرعان ما تبدد «أعتقد انني قد أعلمتك أنني قد قمت ببيع جزء من الأرز المتوفر لدينا بكثرة لمقابلة احتياجاتنا الأكثر الحاحاً. وقد وصلت تلك المبيعات إلي 22000 فرنك، وإن لم نعثر علي جُب كُريّم سأكون مُجبراً علي الإستمرار بنفس الطريقة؛ في تلك الأثناء سوف أرتب أموري بحيث لا يفتقد الجنود تلك السلعة إلي أن تستقر حركة الاتصالات مع الدلتا» وأخيراً في 21 أغسطس يبعث كليبر برسالة يقول فيها  «أيها المواطن جنرال إن القبض علي والدي كُريّم وخدمه وعبيده والتهديدات التي وجهناها لهم لم تُحدث الأثر الذي انتظرناه.» وكل ما استطاعوا الحصول عليه هو بعض "المواعين" و" الفكة" وأن كل ما وجدوه لو بيع لن يتعدي 20000 فرنك أما بخصوص الكنز  "فكل سنة وانت طيب". فيُصدر نابليون في 5 سبتمبر 1798م أمر للجنرال دبوي بإعدام كُريّم رمياً بالرصاص « السيد محمد الكُريّم مُقر بالخيانة، بأنه واصل اتصالاته مع المماليك رغم قسمه الولاء للجمهورية, بل وحتي عمل كجاسوس لهم. سيتم إعدامه بالرصاص صباح الغد وستُصادر كُل أمواله و ممتلكاته لصالح الجمهورية.»

ويخبرنا المعلم نقولا عما كان يجري خارج القاهرة في الأقاليم أو في بقية «ممالك الإسلام» حيث «هاجت جميع ممالك الاسلام لمحاربة الفرنساوية الليئام، وصاحوا يا غيرة الدين وحماية المؤمنين. واستنهضت الدولة العلية والسدّة الملوكية لاستخلاص الديار المصرية. وابرزت الاوامر والأحكام وسایر الباشاوات والحكام تستنهضهم للمغازاة عن دين الإسلام.» فحاول نابليون كما رأينا استمالة الجزار ولكنه رفض كل محاولاته تلك فبدأ في تحضيراته لغزو الشام. وبدأت "القلاقل" ففي المنصورة هاجم "الأهالي" الحامية الفرنسية للمدينة وقتلوهم عن آخرهم فلما بلغ هذا الأمر نابليون أمر الجنرال دوجا بأن «يتوجه الى المنصورة ويُحرقها ويقتل كل من بها. فسار الجنرال بثلثة (ثلاثة) الاف صلدات (جنود)» ثم يأتي المشهد المُلل المتكرر حين سماع "الأهالي" بقدوم "الجيش" «هربوا منه ولم يبق الا القليل.» وحين وصل دوجا رأي البلد "خربانه" فذهب إليه من بقي بالمدينة يطلبون العفو والسماح ويقولون لهم أنهم ليس «لهم ذنب بذلك الصنيع، وانما صدر ذلك من الفلاحين والعربان لكثرتهم في ذلك الميعاد من كل البلاد. وان اهل المدينة، حيث تحققوا ان ليس لهم اقتدار عن منع أوليك الاقذار، فروا هاربين خوفاً من الفرنساويين.» فرق لهم قلبه الحنون وعفي عنهم لكن في مقابل حفنة من المال «جریمة قصاصکم أربعة آلاف كيس فدا دماكم. فقبلت الرعية ذلك المقال، وفي مدة قليلة اوردوه المال.»

أما في دمياط فبعد ان رتب الجنرال فيال أمورها ونظم ديوانها أحضر «شيخ قرية الشعرا وهي بالقرب من مدينة دمياط، والبسه فروا وقلده سيفاً، واحضر لديه شيخ اقليم المنزلة المعروف بالشيخ حسن طوبال، وقلده سيفاً مذهباً. وهذا الشيخ المذكور كانت اهالي تلك الاقاليم تمتثل رأيه وتقتدى به. وبعد ما تقلد ذلك الالتزام، اتت اليه الكتابات من احمد باشا الجزار ومن ابراهيم بيك، وبها يحثوه ان لا يقبل الفرنساويين في أرضهم، وان يستنهض أهالي الاقاليم ضدهم، ويكون مجاهداً في حربهم. وكانوا في كتاباتهم له يو عدوه بسرعة وصولهم اليه بالعساكر الوافرة.» ونري في رسالة الجنرال فيال لنابليون بعد "احداث المنصورة" السابقة يلفت نظره إلى الأهمية الاستراتيجية لـ"قرية الشعراء" حيث أنها تقع علي «البرزخ الذي كونه نهر النيل مع بحيرة المنزلة. هذه القرية التي سأحتلها حينما يتوفر لدي العدد الكافي من الجنود فهي تقع على الطريق الكبير وهي المدخل الوحيد الذي يُستطاع العبور منه لشبه جزيرة دمياط.» ثم يُخبره عن الشيخ حسن طوبار «لقد ارسلت في البحث مرة آخري عن شيخ العرب (7) الشهير هذا الذي يُدعي حسن طوبار والذي يسكن في مدينة المنزلة. وقد أكد لي الأشخاص الذين يعرفونه جيداً أنه سيوافق على دعوتي. إذا أصبح هذا الشيخ، والذي كان يهابه دائماً مراد بيك، يعمل لصالحنا فأنا متأكد أن جميع هجمات العرب علينا ستتوقف وسننعم نحن وسكان هذا البلد بالهدوء والراحة.» لكن لنتوقف عند هذا الحد ونترك "المجاهد" الشيخ حسن طوبار ينعم بالهدوء والسكينة لحين عودتنا إن شاء الله.
******************************************************************************************************
(2)Die Aetiologie der Begriff und die Prophylaxis des Kindbettfiebers, Semmelweis Ignaz Philipp 1861 
(3) Correspondance Inédite Officielle Et Confidentielle De Napoléon Bonaparte, Egypte.
(4) للمصريين قُدرة عجيبة علي جذب واكتشاف "الخوازيق"، لكن مُشكلتهم "الوحيدة" أنهم لا يشعرون بتلك الخوازيق إلا حينما تدخل في الموضع المُعد لها.
(5) حيث نجد في رسالة كليبر لنابليون بعد القبض علي كُريم ووضعه على متن سفينة "الأورينت" لترهيبه بأنه إن لم "يقر" بمكان "الخبيئة" سيتم ارساله لفرنسا يقول كليبر في 31 يوليو 1798 «أيها المواطن جنرال منذ وضع كُريّم علي متن "الأورينت" ننعم بهدوء تام داخل الإسكندرية، فلم نعد نسمع عن حرائق، ولم تعد تظهر علامات الرعب والهلع والتي تعكس حالة القلق والتردد لسكان المدينة. كل واحد الأن يهتم بشؤونه ويمارس عمله بطمأنينة» فبعد أن عرف الناس أن الأمر مجرد تغيير "للراعي الرسمي" للبلد لم يعد هناك ما يخشونه.
(6)  لويس التاسع (1214م-1270م) ملك فرنسا، مُتدين "مُخلص" حاول "تحرير" القُدس و"هداية" المُسلمين "الكُفار" إلى المسيحية، فجاء على رأس حملتين صليبيتين. الأولي –وهي الحملة الصليبية السابعة- على مصر حيث تم أسره في معركة فارسكور في 1250م والحملة الصليبية الثامنة علي تونس في 1270 حيث مات فيها بعد اصابته بمرض الدوسنتاريا هو وجنوده مما أدي لفشلها.
(7) كان يُقصد في تلك الفترة بالعرب أي البدو الذين لا يخضعون غالبا للسُلطة المركزية إلا عن طريق عقد اتفاقات مع "شيخهم" ونجد تكرار "غزوات" هؤلاء البدو علي الوادي بشكل متكرر، ولم ينجح في تقليم أظافرهم وجعلهم لا يختلفون عن "الفلاحين" المُطعين الطيبين إلا في فترة متأخرة الحاج محمد علي قُدس سره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..إنْ أردتَ أنْ تكتب تعليقاً مُفيداً ففكّر ثلاث مرات، مرة قبل كتابته ومرتين قبل أن تضغط زر إرسال