يقول الكثيرون أن الدولة الإسلامية تشوه الإسلام وأنا متفق تماما مع هذا القول فتلك الدولة قد شوّهت وتشوه الإسلام واستطاعت ان تنجح فيما فشل فيه الكثيرون قبلها وقدمت نموذجا سيئا الي الغرب عن الاسلام و المسلمين ويجب ان نتكاتف جميعا لهدمها والضرب علي ايدي قادتها وجنودها ومناصريها لكي نأد تلك الفتنة التي لو استمرت فلا يعلم غير الله ما الذي سوف تؤول إليه الامور.
نعم الدولة الاسلامية تشوه الاسلام الذي حاول عُلماءنا الأجلاء تصديره الي الغرب عبر عشرات السنوات ذلك الإسلام الذي بلا أنياب (حتي لكي لا يخاف منا الغرب), إسلام مُعتدل ذليل ( لكي يقولوا عنا متحضرون), إسلام يقبل أن يُغتصب اتباعه و تسرق خيراته ويستهزئ به وبهم ومع ذلك تلهج السنتهم بشُكر مُغَتصبيهم و سارقيهم وشانئيهم والمُستهزءين بهم ( لكي يقولوا عنا دعاة سلام).
هذاالإسلام الذي حاول علماءنا -قدس الله سرهم- في نشره بين الأمم حتي لو اقتضاهم ذلك الي تحريف الكلم عن مواضعه، وان يأخذوا ببعض الكتاب ويتركوا بعضه، وأن يجتهدوا في تعطيل شرعه، وحتي لو جعلوا الحاكم ليس فقط إلها بل فوق الإله فمسموحا لك أن تجادل في وجود الله او عدمه وان تناقش في صدق الرسالة التي جاء بها محمد-هكذا ينطق بها بلا صلي ولا سلم الله عليه- وتحاور الشيعة والنصاري وعابدي البقرة و تناظر الملاحدة والزنادقة وتتكلم عن الحيض والنفاس و هل ابليس من الجن ام من الملائكة. وادم كان طوله ستون ذراع ام ذراع واحدة وهل حواء من ضلعه ام مخلوقة ناقصه. و تكون في أعين الناس مُستنيراً مُنفتحاً مُتحضراً وتُنشئ لذلك القنوات والاذاعات والهيئات التي يرصد لها المليارات ويظهر علي شاشاتها الشيوخ العظام كالعرعور والدمشقية و الخميس وعطية فيجلسون ويُحاورون ويصرخون و يولولون بالساعات الطوال والتي في النهاية لا تخرج منها بأكثر مما دخلت بل في بعض الاحيان بأقل فيجعلونك تكره الدين وأهله -وهو هدف محتمل- واليوم الذي رأيت فيه وجهوهم العكره، لكنك لو ناقشت - ولو علي السبيل الهزار او جاءك خاطر في المنام- في شرعية الحاكم او الملك او الامير أو الرئيس فالويل والثٌبور وليلة أهلك أسود من السواد وسيلاحقك العار الي الممات وستكون خارجيا ملحدا مثيرا للفتن كلب من كلاب النار تُقتل قتل عاد و تُصّلب علي الاعواد وعابداً للشيطان و عميلاً لايران و كلباً لامريكا وذنباً لاسرائيل و أُذناً لاستراليا ويداً لفرنسا وعيناً لبريطانيا.
نعم الدولة الإسلامية تشوه ذلك الاسلام الذي حاول حكامنا وعلماءنا -نيّح الله أرواحهم- جاهدين أن يُصدّوره الي الغرب وينشرونه بين اتباعهم ولكن جاءت الدولة -اللهم انتقم من الظالمين- فخربت عليهم خططهم وقطعت عليهم طريقهم ،فكانت الدولة كصرخة مدّوية فتنبه الغافل من غفلته، وافاق النائم من غفوته وترك اللاهي لعبته ورأوا اسلاما ًمغايراً. إسلام ليس فيه من ضربك علي خدك الأيمن فادر له الايسر ، وليس فيه شرب للخمر ولا حتي للسجائر ولا رقصاً ولا عهراً. إسلام لا يُسبّح فيه بحمد الحاكم أكثر مما يُسبّح بحمد الله، إسلاماً يُريد أن يحكم الدنيا لا أن تتطأه الاقدام.
ولا أدري كيف يهنئ لكي العيش ايتها الدولة بعد ان نغصتي علي الغرب حياته وازعجتي قادته ورؤسائه، اما تستحون من انفسكم أهذا جزاءهم في جرة سيف تهدمون الحدود وتشوهون الإسلام المعتدل وتنبهون الغفلي و المغفلين والنائمين واللاهين والموتي (فبعض الاحياء موتي ولكن حياة كالموت)
لابد اذا من محاربة تلك الدولة اذا اردنا نحافظ علي نساءنا العرايا من التحجب ، ونمط حياتنا الفاسد من التهذب، لابد أن نُقاتل الدولة من أجل حكامنا ورؤسائنا واوطاننا لابد من ان تبيد تلك الدولة و نقضي عليها, اذا رغبنا في أن يحتقرنا الغرب كما كان يفعل من قبل، لابد ان نُواجه تلك الفتنه والا سيعتقد الغرب ان لنا كرامة وعزة لابد ان يقضي عليها لكي نبقي تحت الاحذية .
فقولوا معي :"اللهم انتقم ممن يُريد تحكيم شرعك. اللهم انتقم ممن يدافع عن اليتامي والايامي والمستضعفين من خلقك. اللهم انتقم ممن أعاد لنا عزتنا وكرامتنا."
لماذا لا ترددوا ورائي الدعاء، ما الذي تجدونه غريباً فيه أيبدو الدعاء مُتناقضاً، اتحاول ان تقنعني ان لديك عقلا مازال يعمل. مستحيل ان تقنعني بهذا فامثالك قد ضمرت عقولهم فاستبدلوها بأحذية بالية، فهذا هو حالكم وحال علماءكم وحكامكم متناقضون ومتخبطون. تدّعون الإسلام وتدعون الي الكُفر,توالون الكفار وتعادون المسلمين، تصلون ووجهوكم الي الكعبة ولكن قلوبكم ودعاءكم ترفعونه الي البيت الأبيض. فاغبي منكم لم تري عيني وأحقر منكم لم تلد النساء. فويل لكم و لحكامكم وعلماءكم.
نعم الدولة الإسلامية شوهت الإسلام "المُعتدل" ايما تشويه وأظهرت وجه الإسلام الحقيقي اسلام العزة والكرامة اسلام الجهاد والعمل اسلام يحكم الدنيا ولا يحكم عليه بها ، وقد وعدتنا يا الله بنصر من ينصر دينك ، فها هم قد نصروا دينك فاللهم نصرك الذي وعدت.
-----------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
..إنْ أردتَ أنْ تكتب تعليقاً مُفيداً ففكّر ثلاث مرات، مرة قبل كتابته ومرتين قبل أن تضغط زر إرسال