الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

الحرب: الوحشية في مقابل الهمجية.

الحرب: الوحشية في مقابل الهمجية.
ماهي الحرب ؟لماذا يحارب البشر بعضهم البعض؟ هل هناك مناص من الحرب؟ اجابات هذه الاسئلة تبدو بديهية فلنحاول معا الاجابة عن تلك الاسئلة:
الحرب هي استخدام جماعة من البشر لكل ما تطاله ايديهم وعقولهم في مقابل جماعة آخري من أجل الوصول لهدف معين. بدءً من استخدام أظافر اليد والأسنان والعصي والحجارة مرورا بالنبال والسيوف انتهاء الي اف16 والصورايخ الليزرية والهدف قد يكون السيطرة علي مناطق للصيد والرعي او باحتلال شعوب والسيطرة علي مواردها وان تكون لنشر فكرة أو مذهب أو دين.
بهذا المفهوم الحرب هي عمل عنيف و قاسي بل هي عمل وحشي. والوحشية ليست هنا علي سبيل الذم بل هو وصف فعل فكل حرب كبرت أو صغرت لهدف نبيل أو حقير قامت به حضارة عريقة أو بدو رحل هو عمل وحشي.
هنا يحدث لبس بين الوحشية -وهي عمل انساني "طبيعي"-وبين الهمجية . فما الفرق بين الوحشية والهمجية؟
الهمجية :هو غياب التنظيم والرادع سواء ديني أو خُلُقي فكل عمل تغيب عنه تلك المحددات هو عمل همجي.
اما الوحشية: فهي كل عمل عنيف يستهدف ايذاء الغير، ولا يتغير هذا الوصف بنبل الهدف او حقارته.
لذلك ليس كل وحشية همجية، فهل قتل القاتل همجية -نعم هو عمل وحشي -لكنه لابد منه لانه يردع وينظم علاقات البشر، لكن قد يضاف الي الوحشية الهمجية ، فأمريكا في حربها ضد فيتنام هي بالضرورة وحشية لكن ما يصفها بالهمجية انها غير محدودة بأي وازع ديني أو خُلُقي فوحشيتها في اتجاه "عدوها المزعوم" قد تخطته بأن استهدفت كل ما هو حي من شجر وبشر من أطفال ونساء فحق وصفها بالهمجية لا رادع لها تفعل ما تشاء بغير حساب وهذه هي الهمجية بعينها.
وما فعلته أمريكا عبر تاريخها معروف مشهور وهي في حربها الأخيرة ضد الدولة الاسلامية قد أثبتت- لا نقول وحشيتها فكما اتفقنا ان كل الحروب هكذا- ولكن نقول اثبتت همجيتها رغم ما تلوكه ألسنتها هي وازلامها من ادعاء الرقي والحضارة.
وقد يسأل سائل وهل الدولة الاسلامية هي المتحضرة الراقية . هل الدولة التي تحرق الاجساد وتقطع الرؤوس هل ليست همجية؟
الاجابة نعم الدولة الاسلامية ليست همجية أنتم الهمجيون انتم البرابرة الجدد أنتم تتر ومغول هذا العصر فليس لكم مبدأ وليس لكم خُلُق كل شئ مباح طالما الصنم الامريكي يريده ومن ذا الذي يقدر ان يعصيه، فالدولة الاسلامية في حربها ملتزمة بمبادئ وقيم، بدين وشريعة ،لا تحيد عنه حتي ولو كلف ذلك حياة قادتها قبل جنودها فهي تسير طبقا لمنهج لا تسير وراء صنم كما تفعلون أنتم كل يوم يغير مبادئه طبقا لتغير مصالحه، فيا ايها المنافقون الأفاكون ما هو الاكثر فتكا وتقتيلا السكين أم الصاروخ، أطنان المتفجرات الموجهة للاطفال والاحياء المكتظة بالسكان، ام العربات المفخخة الموجهه الي الجنود والثكنات العسكرية. مَنْ الاكثر رحمة أن تقتل مَنْ يقاتلك أو أن تقتل كل ما يقابلك ،مَنْ الاكثر رقي وحضارة أن تقتل بضع آلاف لكي ينجو الملايين أم تقتل الملايين لكي يحكم ويتّأمر بضعة آلاف؟
قولوا لنا لماذا قطع الرأس همجية لكن تفجير المنازل بصواريخ الموت الطائر حضارة ؟!، لماذا إِحراق مَنْ أَحرقنا بربرية ؟!، لكن إحراق الأطفال والنساء شجاعة. ما أنتم الا منافقون فإن كنتم صادقين في دعواكم فتخلوا عن طائراتكم واسلحتكم التي تشوي الحيوان والبشر وتقطع الاشجار والحجر. ان كنتم "متحضرون" كما تزعمون فاوقفوا صناعة الاسلحة والذخائر والطائرات والبوارج ان فعلتم ذلك لاعترفنا بانسانيتكم ورحمتكم و لكن تعرفون ان هذا من المستحيلات الاربع فالانسان والحرب صنوان هل توجد أمة تأمن علي نفسها بدون قوة هل يوجد شعب عبر التاريخ حافظ علي مصالحة بدون سفك للدماء، لا يوجد ولن يوجد.فتخلوا عن اسلحتكم ان كنتم صادقين.
الدولة الاسلامية في مواجهتها للهمجية المعاصرة تستخدم أساليب وحشية نعم وحشية لكنها حتي في وحشيتها أكثر رحمة من أعداءها أكثر رقي وحضاره في التزامها، كل الحروب وحشية لكن ليست كل الحروب متحضرة فلكِ الله ايتها الدولة المظلومة المفتري عليها.
و أخيرا ان لم يكن هناك مناص من الحرب فمن العار أن تكون همجيا.
**************************************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..إنْ أردتَ أنْ تكتب تعليقاً مُفيداً ففكّر ثلاث مرات، مرة قبل كتابته ومرتين قبل أن تضغط زر إرسال