الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

هل هزيمة الدولة الإسلامية تعني نهاية مشروعها ؟

هل هزيمة الدولة الإسلامية تعني نهاية مشروعها ؟


تواجه الدولة الإسلامية حملة هي الأشرس لا أقول في العصر الحديث بل من الممكن القول بلا مبالغة هي الاشرس في تاريخ العالم الإسلامي حيث اجتمع العالم كله- في مفارقة تاريخية- بمسيحييه و كفاره بمن يدّعون الاسلام يد بيد مع ملاحدته،  بمن يعبدون البقرة ومن يسعون الي الفناء في العدم وليس لهم الا هدف واحد هو هزيمة الدولة الاسلامية مهما كلف الأمر  ليس فقط هزيمتها عسكريا -وهو الهدف المعلن - بل لهزيمة مشروعها مشروع الخلافة الاسلامية .

الدولة الإسلامية تمثل للعالم كابوسا وجوديا فمشروع الخلافة ليس في قاموسه مصطلحات كسياسة الممكن ولا الحلول الوسط ولا المجتمع الدولي ولا الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود  ولا بمصالح الغرب ولا يقبل مهادنة او تنازلا في ثوابته بل كل ما يريده هو ان يسود وان تكون كلمة الله هي العليا..فكيف تحارب عدوا كهذا هو اصلا رافض لكل اساسيات اللعبة فلا تستطيع ان تضغط عليه باسم المجتمع الدولي ولا ان تبتزه تحت مسمي مجلس الأمن ولا ان تغريه بمذكرة التعاون المشترك ولا ان تشتريه بأموال المعونة العسكرية.

اذا العالم يبحث عن هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا لكي يفشل مشروعها ويظهر ضعفها ويبعث اليأس في مؤيديها و مناصريها فبدون الهزيمة العسكرية وطالما الدولة الإسلامية صامدة متحدية ومنتصرة فمشروعها يصبح قادرا علي جذب المزيد من المقاتلين و المناصرين المستعدين لبذل كل ما يملكون لنجاح هذا المشروع.

في الإعلام العالمي رأينا و نري كل يوم كم الأكاذيب و الفبركات و السفاهات المضحكة التي يحاولون بها تشويه الدولة الإسلامية  ومشروعها معنويا يترادف هذا مع آلاف الاطنان من القنابل التي أُلقيت علي أراضيها  ومئات الآلاف من المقاتلين الذي يدفع بهم الي المحرقة من أجل استنزاف الدولة ماديا .

في كل مرة تنحاز الدولة الاسلامية او تنسحب او تنهزم من هذة القرية او تلك المدينة نري تكرارا مملا ما بين مبرر مدافع و ما بين مرجف منهزم ، حتي أصبح الأمر -رغم ملالته- مضحكا, ناهيك عما تسمعه و تقرأه من الشامتين و الحاسدين و مبغضي الدولة الإسلامية الذي يأكلهم الحقد و الحسد وتدفعهم العمالة والخيانة الي الفرح إذا أصابها أي سوء فهولاء لا يستحقون إلا البصق -بل  التبول لو جاز- عليهم فهم أحقر و أخس من اعتبارهم و الرد عليهم .

العالم يراهن علي هزيمة الدولة عسكريا كمدخل لهزيمة مشروعها هذا هو رهان العالم فهل رهانه صحيح ؟  السؤال الذي يجب ان نسأله لانفسنا هل هزيمة الدولة عسكريا يعني نهاية مشروع الخلافة ؟

فاذا كانت اجابتك بالايجاب فيجب ان تراجع نفسك و قناعاتك كأني أسمعك تقول أنه لن يكون هناك إسلاما اذا ما هُزمت الدولة الإسلامية ,الاسلام باق الي قيام الساعة وكذلك حُلم المسلمين باقامة الخلافة  باق الي ان يشاء الله باقامتها فتقام  أو أن يشاء بزوالها فتزول. واذا كانت اجابتك بالنفي فالحمد لله علي ثقتك بالله فلا خوف ولا حزن فالله متم نوره ولو كره الكافرون.

وهناك سؤال آخر مرتبط بالسؤال الأول يجب أيضا  أن يُسئل هل ممكن هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا ؟ أعني هل محتمل ان تُهزم الدولة و ترجع الي ما كانت عليه قبل سنوات مطاردون في الصحاري والجبال،  هل هذا احتمال وارد أم لا ؟ فماذا ستفعل ان حدث هذا-لا قدر الله- هل سُتلحد مثلا أم  ستتنصر؟  اذا كان الملحدون يموتون من أجل ما يعتقدون أنه الحق فكيف بك وأنت علي الحق تتنكر له وتشكك به ترفضه ,فتدبّر قبل أن تجئ المحنة فتسقط كما سقط الكثيرون قبلك.

للأسف الكثيرون ليس عندهم الحد الأدني من العقلانية والقدرة علي التحليل الهادئ المتزن فهم يتراوحون في مواقفهم بين  المبالغة و التضخيم وبين التحقير والتهوين قد يكون هذا راجع الي حداثة سن بعضهم وحمق وغباء البعض الآخر . طريق الخلافة ليس مفروشا بالورود و الرياحين بل هو طريق ملئ بالاشواك والإشلاء  طريقا تمهده الانتصارات و تقويه الانكسارات هكذا تُبني الامم  وهكذا سيعلو صرح الخلافة بإذن الله.
فاللهم نصرك الذي وعدت... اللهم نصرك الذي وعدت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..إنْ أردتَ أنْ تكتب تعليقاً مُفيداً ففكّر ثلاث مرات، مرة قبل كتابته ومرتين قبل أن تضغط زر إرسال